رسالة عابرة للقارات - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


رسالة عابرة للقارات
مسعود الجولاني - 17\02\2011
أشواق حرّى بذكريات الأمس ,أفكار هائمة تترنّح على شاطئي البحر الكبير,حنين ,قصّة عمر وصديقان كل منهما في ركن بعيد,اجتمعت سويّا في مراسم زفاف رسالة تنزف الدمع والمعاني. هناك على تلك الرمال المالحة,يقبع صديق رسم لوحة نجاحه بعيدا في تلك البلاد الباردة,رسمها بريشة موهوبة الأنامل ولونين اثنين,وقد كان هذا كافيا لتدفّق الكوثر.وهنا صديق ينتظر وينتظر ريثما تنضج الكلمات وتتهادى الأفكار,تماما كما ينطر الخمّار طويلا ريثما يتناهى احمرار نبيذ الخابية,وبين هذا وذاك,يتطاول الزمن وتتجمّد المسافات ويطول الانتظار.
تساءلت يوما: تُرى,كيف سيكون لقاؤنا الأوّل بعد كل هذا الفراق؟ هل سيشغلنا العتب الرقيق؟ هل ستتملكنا الأيام الخوالي؟ أيعقل أن يكون جل همّنا مناقشة أحداث الساعة؟ لا,لا أظنّ أن في غمرة فوضى المشاعر يمكننا أن نتوقّع ردود الأفعال..لعلّه سيكون أولا عناق الأصدقاء.
هل تذكر رائحة شجرة التين عند الصباح؟...وأنت العاشق للطبيعة,ألا تتوق لجنائن الياسمين التي كانت تتلصّص على براءة حكاياتنا؟...وأنت المؤلّف والمخرج,أتذكر يوم أجمعنا أن لا مثيل لشجرة تفّاح عارية يتمزّق على جسدها الحلم الأبيض على الدوام.أؤكّد لك أنّ أحرف اللغة أمست عطشى لملامسة شفتيك لتبعث فيها الحياة من جديد.
أكتب لك بعيدا عن رتابة الرسائل التي تتناقل الأخبار والمجاملات والمشاريع والأشغال,لا أبخل عليك بها,ولكنّني عهدتك متمرّدا,متفرّدا برؤياك,وأظنّك قادرا أن تستلّ ما شئت من قصص من روح كلماتي المبعثرة على خدّ هذه الرسالة.
تماما كما عهدتنا,ما زلنا قوما ينظر في المرآة,نبحث عن أنفسنا وعن طقوسنا,وقد قيل لي منذ أيّام معدودات,أن عرّاب قومنا اكتشف أنّه لا بدّ من إضافة عيد آخر على أجندة أعيادنا, لنسترجع موقعنا الهام بين الأمم...علّ ذلك العيد سيكون يوم عودتك.